هل يوجد أعظم من أن يُتَهم سيد الخلق و معلم البشرية في عِرضه و شرفه. . .هل يوجد أعظم من تُتَهم الصديقة بنت الصديق و أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالزنا. لا و الله لا يوجد أعظم من هذا ... فإن فهذا قدحاً في الرسالة نفسها
و قد مر رسول الله صلى اللع عليه و سلم و أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و المسلمين عموما في المدينة بأوقات عصيبة بسبب هذه الإشاعة الكاذبة...
و مع هذا فإن الله عزوجل لما ذكر حادثة الإفك في القرآن قال " إن الذين جاؤا بالأفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم "
تخيل ... القدح في عِرض الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم يقول الله عنه "هو خيرٌ لكم" ... أجل و الله هو خير و هاك بعض خيراته:
- علم الصحابة و المسلمون عموما إلى قيام الساعة يقينا أن رسول الله لا يعلم الغيب
- تميّز المنافقون الذي خاضوا في الإفك عن المؤمنين الذين أمسكوا عنه
- إظهار عظيم مكانة أم المؤمنين عائشة فقد نزلت برائتها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة
- نزلت أحكام القذف
.
.
و غير هذا من الحكم التي علمها من علمها و جهلها من جهلها.
و كذلك ما نحن فيه الآن من بلاء عظيم في كل مكان من بلاد المسلمين يُقال فيه نفس الكلام ... " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم "
و من خيراته و الله أعلم:
- عودة المسلمين زرافات و وحدانا إلى الله عزوجل و ترك ما هم عليه من المعاصي و البدع, و إخلاص التضرع و الدعاء إلى الله عزوجل إظهار الذل بين يديه
- أن ينقطع أمل المسلمين من كل شيء إلا الله عزوجل و يغسلوا أيديهم من الشرق و الغرب
- أن يعلموا يقينا أن لله عزوجل سنناً كونية ربانية لا تحابي أحد من الخلق بحال من الأحوال و أن عليهم أن يأخذوا بهذه السنن إن أرادوا أن ينصروا دينهم و يعودوا مرة أخرى لقيادة البشرية
- الكفر التام بالديموقراطية و العلمانية و الليبرالية و النأكد أنها لن تحقق أبدا أمراً من عزة الإسلام لأنها مبادئ مخالفة للإسلام في أصل نشأتها
- إظهار معادن الرجال و غربلة الصف المسلم من المنافقين
- إتخاذ الشهداء
- عودة الُلحمة بين المسلمين على أساس أخوة الدين لا أسس قومية و لا عنصرية عندما يري المسلم أن أخوه المسلم في أي مكان في العالم يُقاتل لا لشئ إلا أنه مسلم (في بورما و الشيشان و مالي و العراق و كشمير و سوريا و ..... )
.
.
.
و غير ذلك كثير من الفوائد العظيمة و الحِكم الجليلة التي لا يمكن أن تخرج إلا من رحم البلاء و المصائب, و يبقى دائما واجب المؤمن هو أن يظل يحسن الظن بربه و يستمر في الجهاد و العمل لإعلاء كلمة الله عز وجل حتى ينتصر أو يلقى الله مجاهدا في سبيله...
أما اليأس و القنوط من رحمة الله و الحزن المُقعد عن العمل فلم و لن يكون أبدا من أخلاق المسلم المؤمن بالله الواثق بوعده.
اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام و عز المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق