الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

نقاش حول كلام الجاحظ عن مناقب العرب



الجاحظ هو أديب دولة بني العباس بلا مُنازِع .. و هو الذي لا يَمَل من قِراءة كتبِه مُطالِع ..
و كانت له عناية بأحوال الأمم و أثارِها .. و سرد مناقِبِها و مثالبِها و أيامِها ..

و قد كان العرب على رأس تلك الأمم التي تكلم عنها الجاحظ و عَدَّدَ مناقبها .. ليس لأنه عربي فحسب .. بل لأنهم قد حازوا الشرفَ من أطرافه باعتبارهم أهل النُبوة و المُلك ( على أيام الجاحظ كانت دولة بني العباس تحكم أكثر من نصف العالم المعروف آنذاك )

فها هنا عرضٌ لأهم مناقب العرب من وجهة نظر الجاحظ التي فَضَّلت العرب على سائرِ الأممِ و جَعَلتهم أهلاً لاستقبال الرسالة الخاتمة .. و مُناقشةٌ لهذه المناقب و المآثِر و ما بقي منها و ما اندثر .. نصيحةً لبني قومي و أهل لساني لعلهم يثوبون لرُشدِهم و يعودون مرة أخرى لأسباب مجدِهم و عِزِّهم ..

·      فأما أهم هذه المناقب و أرفع هذه الفضائل فقد كانت فضيلة البيان العربي و الفصاحة العربية فقد قال الجاحظ " و لفضل الفصاحة و البيان بعث الله تعالى أفضل أنبيائه و أكرم رسله من العرب , و جعل لسانه عربيا , و أنزل عليه قرآنا عربيا كما قال تعالى " بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ " " ..
و هنا و الله تُسكَب العبرات .. فإنك ترى أبناء العرب الآن و قد دخلتهم العُجمة فلم يعودوا أهل الفصاحة و اليان و ما عادوا يستطيعوا أن يفهموا ما في القرآن و السنة من معان .. بل إن الأمر قد يصل ببعضهم إلى أن يُفّضلَ اللغات الأجنبية , إنجليزية كانت أو فرنسية على لغته العربية في الكتابة و التعبير عن مكنون نفسه و ما في ضميره .. و الله المستعان ..
و لئن كانت هذه مصيبةٌ عظيمةٌ .. فهي و الله تهون بجانب تلك الطامة الكٌبرى التي ابتُلِيَ بها بنو العرب .. ألا و هي كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية (الفرانكو) و لو استمر حالهم على هذا المنوال لربما فقدوا إتصالهم بالعربية و قدرتهم على قرائتها بعد بُرهة من الزمان ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق