الفراعنة تركورا جثثاً مُحَنطة و مقابرَ كبيرةً (و ما الهرم إلا قبر كبير )
و ترك الإغريق فلسفات باطلة و آلهة متصارعة و بعض التماثيل البالية
و الرومان خَلَّفوا برجاً مائلاً و ملعباً لمصارعة العبيد
و سور الصين عديم القيمة و النفع في أيامنا هذه
و أما العرب فقد تركوا كلاماً .. أي نعم كلاماً
أبياتاً شعرية و مقاطع نثرية .. شملت كل مناحي الحياة و كل مشاعر الإنسانية .. فبين حب و كره .. و مدح و هجاء .. و فخر و رثاء .. و وصف للخيل و الآساد و السيوف .. و اختيار الزوجة و محاسن المرأة و محامد الرجل…
فكان أن هذا الكلام الذي تركه العرب أكثر خلود و أعظم أثراً من تلك الآثار البالية عديمة النفع في أيامنا هذه التي تركتها ما يسمى بالحضارات قبل العرب .. فإنك تقرأ بيت الشعر قاله شاعر عربي من قرون في موقف مشابه لموقفك فتشعر أن هذا الشاعر واقف أمام ناظريك يعزيك في مصيبتك أو يهنيك في فرحك أو يصف حالة الحب في قلبك
ثم لا نملك إلا أن نقول " كلٌ مٌيَسر لما خُلِق له "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق