في قرن و بعض قرن وَثَبَ المسلمون وثبةً ملأوا بها الأرض قوة و بأسا و حكمة و علما و نورا و هداية ...
فراضوا الأمم و هاضوا الممالك و ركزوا ألويتهم في قلب آسيا و هامات أفريقية و أطراف أوروبة ...
و تركوا دينهم و شرعهم و لغتهم و علمهم و أدبهم تدين لها القلوب و تتقلب بها الألسنة و تتحق فيها الأنموذج الفريد و المثال الأعلى للبشرية باعتبارهم " خير أمة أخرجت للناس " بعد أن كانوا فرائق بَددا لا نظام و لا قوام و لا علم و لا شريعة.
لقد قطع المسلمون في هذه المرحلة التي سَهَمَ لها الدهر و وجم لوعتها التاريخ و هم يعرفون معالم طريق المجد و نهج السعادة في الدارين ...
و أمعنوا بكل ثقة في هذا السبيل مدفوعين بطاقة هائلة و قوة دافعة ...
كانوا إذن يدركون بكل دقة معالم الطريق كأن معهم خارطة مفصلة أودعوها قوتهم العلمية ( العلم ) ...
و كان الوقود الذي يتزودون به لبلوغ عايتهم هو القوة العملية ( الهمة )
مقدمة كتاب علو الهمة للدكتور محمد إسماعيل المقدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق