الخميس، 19 مارس 2015

أخلاق الفرسان











من شعر عنترة بن شداد العبسي

لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ 

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها الــعطبُ 

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الـرُّمْحِ مُخْتَضِبُ 

إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُـبُ 

والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ 

إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركة تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ 

ليَ النفوسُ وللطّيرِ اللحومُ وللـ ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَةِ السَّـلَبُ 

لا أبعدَ الله عن عيني غطارفة إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا 

أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم إلاَّ الأَسِنَّة ُ والهِنْدِيَّةُ القُضْبُ 

تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرة ٌ مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ 

ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ 

فالعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا 

والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي            والضَّرْبُ   والطَّعْنُ   والأَقْلامُ   والكُتُـبُ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق