الاثنين، 28 أكتوبر 2013

أكتبوا التاريخ


الآن ممكن نقول و بأعلى صوت أننا بحاجة إلى كتابة التاريخ من أول و جديد بعد أن كنا نقول أننا نريد أن نقرأ التاريخ . . . فقد وجدت أن معظم إن لم يكن كل التاريخ الذي درسناه إما مشوه أو مزور أو مسكوت على أجزاء في غاية الأهمية منه

لم ندرس في التاريخ حرفا واحد عن الحروب الصليبية و لا نصف حرف عن الأندلس

درسنا في التاريخ أن دخول العثمانيون مصر كان احتلالاً . . . في حين أن السلطان سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح ما دخل مصر إلا ليحارب البرتغاليين في البحر الأحمر حينما هددوا جزيرة العرب و أعلنوا أنهم ينوون دخول المدينة المنورة و أخذ رفات الرسول صلى الله عليه و سلم و عجز المماليك عن صدهم و رفضوا السماح للسلطان سليم أن يجتاز أرض مصر لمقاتلة البرتغاليين في البحر الأحمر فلم يكن من بد من أن يدخل مصر عنوة حتى يتسنى له القتال هناك

درسنا في التاريخ أن الحملة الفرنسية كانت هي بداية العصر الحديث و التطور في مصر . . . في حين أن الحقيقة هي أن هذه الحملة ما جاءت إلا لوأد النهضة التي كانت قد بدأت تتحرك في مصر على يد علماء الأزهر ، و كانت هذه الحملة هي بداية الهزيمة النفسية للمسلمين إذ رأوا لأول مرة منذ قرون مديدة جيش يفوقهم تنظيما و سلاحاً متطورا ، و كانت الحملة الفرنسية من أسوأ الأمورعلى أخلاق العالم الإسلامي إذ انتقلت من خلالها التصرفات الماجنة التي كان يقوم بها الجنود الفرنسيس في شوارع المسلمين 

درسنا في التاريخ أن محمد علي هو رائد النهضة المصرية الحديثة . . . و الحق أنه بنى في مصر جيشا و قناطر و مدارس ، و لكن هذه الأمور كلها كانت ذات طابع علماني مستغرب متفرنج كما كان محمد علي نفسه ، فكان جيشه هو خنجر الغرب المسوم في ظهر الخلافة العثمانية ، و هو هو نفس الجيش الذي قضى به على دعوة الإمام المجدد محمد بن عند الوهاب في الدرعية ، و كانت مدارسه و بعثاته كلها تهدف إلى تغريب المجتمع و الابتعاد به عن هويته الإسلامية و استبدال التعليم الأزهري بتعليم يشرف عليه الغرب. كما فصل الأوقاف عن الأزهر و ضمها إلى الدولة ( و هو الدولة ) فاحتاج العلماء إليه في قوتهم و قوت أولادهم و لم يعد رأيهم مستقلاً. بمعنى أوضح أنه بنى جيشا و لكن بدون عقيدة إسلامية واضحة فقط ليخدم أطماعه. و بنى المدارس ليأخذ البلد إلى طريق الغرب الذي كان يريده هو.

درسنا في التاريخ أن سعد زغلول كان مناضلاً وطنيا . . . في حين أنه كان صنيعة إنجلترا بعد أن أحست بقرب خروجها من مصر فأرادت أن تسلم الأمر لأحد أتباعها . و حتى تضمن بقاء مصالحا في مصر . فاختلقت حوادث النفي المتعددة للرجل حتى يظهر في عين الناس أنه بطل مناضل وطني . و بالفعل رأس سعد زغلول أول حكومة بعد الإستقلال و بدا في التعاون مع الإنجليز في العلن بعد أن كان يتعاون معهم في السر.

درسنا أن سينا رجعت كاملة لينا . . . و الحق أن أرضا مصرية من سيباء مازالت محتلة و هي أم الرشاش أو ميناء إيلات المنفذ الوحيد لدولة اليهود على البحر الأحمر



هذا كثير من قليل و ما خفي كان أعظم . . . و اوجبنا و الله عظيم أن ننقل لأبنائنا و أحفادنا تاريخ أمتهم صحيحا غير مشوه ليكون خير دافعاً لهم للنهوض بمستقبلهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق