هل تريد أن تعلم من أنت و لأي أمة تنتمي ؟!!!
فاقرأ هذه الكلمات لعلي الطنطاوي الذي وعى تاريخ هذه الأمة في صدره و حوله بقلمه إلى صورة حية تنبض بالحياة:
------------------------------
نحن المسلمين
سلوا عنا ديار الشام و ريضاتها و العراق و سوادها و الأندلس و أرباضها
سلوا مصر و واديها سلوا الجزيرة و فيافيها سلوا الدنيا و من فيها
سلوا بطاح أفريقية و ربوع العجم و سفوح القفقاس
سلوا حفافي الكنج و ضفاف اللور و وادي الدانوب
سلوا عنا كل أرض في الأرض و كل حي تحت السماء
إن عندهم جميعا خيرا من بطولاتنا و تضحياتنا و مآثرنا و مفاخرنا و علومنا و فنوننا
نحن الملسمين
هل روى المجد إلا دماؤنا ؟
هل زانت جنات البطولة إلا أجساد شهدائنا ؟
هل عرفت الدنيا أنبل منا أو أكرم أو أرأف أو أرحم أو أجل أو أعظم أو أرقى أو أعلم ؟
نحن حملنا منار الهدى و الدنيا تتيه في ليل و جهل و قلنا لأهلها هذا الطريق
نحن نصبنا موازين العدل يوم رفعت كل أمة عصا الطغيان
نحن بنينا للعلم داراً يأوي إليه حين شرده الناس عن داره
نحن أعلنا المساواة يوم كان البشر يعبدون ملوكهم و يألهون سادتهم
نحن أحيينا القلوب بالإيمان و العقول بالعلم و الناس كلهم بالحرية و الحضارة
نحن بنينا الكوفة و البصرة و بغداد و القاهرة
نحن شِدنا بيت الحكمة و المدرسة النظاميو و جامع قرطبة و الجامع الأزهر
نحن عمرنا الأموي و قبة الصخرة و سر من رأى و الزهراء و الحمراء و مسجد السلطان أحمد و تاج محل
نحن علمنا أهل الأرض و كنا الأساتذة و كانوا التلاميذ
نحن المسلمين
منا أبو بكر و عمر و نور الدين و صلاح الدين و أورنك زيب
منا خالد و طارق و قتيبة و ابن القاسم و الملك الظاهر
منا البخاري و الطبري و ابن تيمية و ابن حزم و ابن خلدون
منا الغزالي و ابن رشد و ابن سينا و الرازي
منا الخليل و الجاحظ و أبو حيان
منا أبو تمام و المتنبي و المعري
منا كل خليفة كان الصورة الحية للمثل العليا البشرية
و كل قائد كان سيفا من سيوف الله مسلولاً
و كل عالم كان من البشر كالعقل من الجسد
منا ألف عظيم و عظيم
نحن المسلمين
قوتنا بإيماننا و عزنا بديننا و ثقتنا بربنا
قانوننا قرآننا و إمامنا نبينا و أميرنا خادمنا
و ضعيفنا المحق قوي فينا و قوينا عون لضعيفنا
و كلنا إخوان في الله سواء أمام الدين
نحن المسلمين
ملكنا فعدلنا و بنينا فأعلينا و فتحنا فأوغلنا و كنا الأقوياء فأنصفنا
سننا في الحرب شرائع الرأفة و شرعنا في السلم سنن العدل فكنا خير الحاكمين و سادة الفاتحين
أقمنا حضارة كانت خيرا كلها و بركات حضارة روح و جسد و فضيلة و سعادة فعم نفعها الناس و تفيأ ظلالها أهل الأرض جميعا و سقيناها "نحن" من دمائنا و شدناها على جماجم شهدائنا
و هل خلت الأرض من شهيد لنا قضى في سبيل الإسلام و السلام و الإيمان و الأمان؟
نحن المسلمين
هل تحققت المثل البشرية العليا إلا فينا؟
هل عرف الكون مجمعا بشريا (إلا مجمعنا) قام على الأخلاق و الصدق و الإيثار؟
هل اتفق واقع الحياة و أحلام الفلاسفة و آمال المصلحين إلا في صدر الإسلام؟
يوم كان الجريح المسلم يجود بروحه في المعركة يشتهي شربة ماء فإذا أخذ الكأس رأى جريحا آخر فآثره على نفسه و ما عطشاً
يوم كانت المرأة تُخبَر بموت زوجها و أخوها و أبوها فتسأل ما فعل رسول الله ؟ فإذا قيل لها هو حي. قالت كل مصيبة بعدك هينة
يوم كانت العجوز ترد على عمر و هو على المنبر في الموقف الرسمي و عمر يجكم إحدى عشرة حكومة من حكومات اليوم
يوم كان الواحد منا يحب لأخيه ما يحب لنفسه و يؤثره عليها و لو كان به خصاصة
و كنا أطهارا في أجسادنا و أرواحنل و مادتنا و المعنى
نحن المسلمين
ديننا الفضيلة الظاهرة و الحق الأبلج
لا حجب و لا أستار و لا خفايا و أسرار
هو و اضح وضوح المأذنة أفليس فيها ذلك المعنى؟
هل في الدنيا جماعة أو نحلة تكرر مبادئها و تذاعكل يوم عشر مرات
كما تذاع مبادىء ديننا نحن المسلمون على ألسنة المؤذنيين
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق