الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

دموع أمام مسجد كوبيه



عندما تنشأ في بلد مسلم (و ما أعظمها من نعمة) فإنك تسمع صوت الأذان يصدح كل يوم خمس مرات في اليوم و الليلة مُعلِناً أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ... فيختلط هذا الأذان بلحمك و عظمك ... و يصبح جزء لا يتجزء من تركيبك و تكوينك ... و يصبح مفارقة ذلك الأذان كمفارقة السمك للماء سواء بسواء ...

و في بلد مثل اليابان ( حيث يمثل المسلمون أقلية لا تكاد تذكر ) فإن وجود المساجد فضلا عن الأذان أمراً من الصعوبة بمكان ... و إن وجِدَت المساجد فهي ليست على هيئة المساجد التي نألفها في بلاد المسلمين من قبة و مأذنة و غير ذلك , و إنما هي عبارة عن مبنى عادي جدا قد اشتراه المسلمون هناك و أوقفوه لله و جعلوا منه مسجدا ... كما أن الأذان في هذه المساجد المذكورة لا يخرج منها و إنما يكون مقصوراً فقط على داخل المسجد ...

و عندما وطئت قدمي أرض اليابان مكثت قرابة الشهرين لا أرى مسجداً و لا أسمع أذاناً (إلا من خلال برنامج الأذان على اللاب توب) , و إن كنت أصلي أحيانا صلاة الجماعة في واحد من هذه المساجد المذكورة موجود في سفارة المملكة العربية السعودية في طوكيو ...

ثم انتقلت إلى أوساكا و استطعت أن أصل إلى منطقة هناك تسمى "كوبيه" (Kobe) ... و في هذه المنطقة كان يوجد مسجد كوبيه ... مسجد بالمعني المتبادر لذهن كل إنسان نشأ في بلد إسلامية ... و كانت أول مرة تقع عيني على مسجد منذ شهرين ... و كان من حسن تقدير الله لي أنني وصلت إلى المسجد وقت صلاة العصر , فقام المؤذن يصدح بالأذان ... و لأول مرة منذ شهرين أسمع الأذان حياً على الهواء مباشرة من فم المؤذن , ثم ....

ثم لم أملك أن فاضت عيني ... لا أدري تحديداً ما السبب في هذا ...



أكمل القراءة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق