مازالت الأمة عزيزة مصونة الجانب ما صانت العلم .. و مازال
العلم عزيزا مصون الجانب ما صانه العلماء ..
و عالمنا هذا لم يحمي جناب العلم و كفى .. بل و حمى الحمى .. إذ أنه صان
نفسه و أعز علمه عن كل تهافت تهافتت عليه المُتَشَبِهُون بزي العلماء من بعده ..
فأتته الدنيا و هي راغمة و حطت رحلها عند بابه ..
ثم إنه لم يُلقي لها بالا فحسب .. بل هرب منها و ذهب مجاهدا في سبيل الله
باذلاً مُهجته في سبيل العقيدة التي بذل عمره في تعلمها و تعليمها .. ليثبت
بالبرهان العملي أن العلم في حقيقته إنما هو جهاد .. و لا يستوي القاعدون و
المجاهدون.
صاحبنا هو عمدة المالكية .. و قاضي إفريقية .. و فاتح صِقِلية ..
و لو كان لكلِ امرءٍ من اسمه نصيب .. فعالمنا هذا له من اسمه أوفر الحظ و
النصيب .. نحن اليوم على موعد مع أسد بن الفرات ..
أكمل القراءة
أكمل القراءة
* من كتاب "رجال من التاريخ" لـ علي الطنطاوي بتصرف كثير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق